حبيبي واقفا في ذاك القفص
أنه متهم بالتزويروالاختلاس
وأنا جالسة علي ذاك الكرسي
أترقب ماسيحصل
وأراقب ملامحه من بعيد
وهو واقفا هناك
وكنت أري دموعه وانكساره
لم أكن اتمني أن أراه يوما
في هذا المكان
وكانت نظرات الناس
تخنقني وانا أري
نظرات الشفقه من بعضهم
ومن البعض الاخر أري
أستهزاء في اعينهم
وبدأنا أنا وحبيبي نتبادل النظرات
وبدأت أعود بذكرياتي للوراء
وجاءت أمام عيني أجمل اللحظات
التي عشناها سويا وكانت
كشريط سينمائي يمر من أمامي
مرت بي الذكريات بجميع تفاصيلها
وأيقظني من حلمي
ذاك المنادي صرخ وقال
بدأت الجلسه
وبدأ رئيس النيابه بالكلام
وقد كان كل كلامه أتهامات
وقد أتهم حبيبي وقال
لقد زور هذا المتهم الماثل أمامنا
حبه لتلك الفتاة
وكان يشير لي باصبعه
وأكمل كلامه وقال
أنت قد أختلست منها أجمل الذكريات
وسرقت منها أجمل أيام عمرها
وخنتها مع كثيرا من الفتيات
أوهمتها بالحب
وقد كنت أنت ماكرا كمكر الذئاب
والتفت للقاضي وقال
سيدي القاضي
مثل هذا الشخص لايستحق الحياة
بل يستحق الأعدام
وانا أطالب باعدامه
حينها دق قلبي وتسارعت دقاته
حبيبي سيقتل
لا صرخت وصرخت
ياقاضي أنا ساتنازل عن البلاغ
ولكن لاتقتلوا حبيبي
أن كان هو لايحبني
فهو لي كل شيء بالحياة
دعوه فأنا لي ربي
هو كفيلا بأن يعاقبه علي مافات
ولكنني لااستطيع أن أراه يموت
واكون أنا سبب هذا الممات
فقال القاضي اسكتي حتي
أذن لكي أنا بالكلام
فصمت وعيني تغرقان بالدموع
ونفسي أصبحت في أنكسار
فأكمل رئيس النيابة كلامه وقال
هذا يستحق الموت
فهو متهم بكثيرا من الأتهامات
غدر
خيانه
تزوير
أختلاس
وكنت أنا صامته واترقب
حال حبيبي من بعيد
فكيف أندم الان وقلبي هو صاحب القضيه
فهو من رفع تلك القضية علي حبيبي
فيالله كم كنت أحبه
فأنا قد وهبته قلبي ومشاعري
وعشت معه أجمل ايامي
وبدا القاضي يتحاور مع المتهم
وسأله الا يوجد لديك محامي
أجابه أنا مدان ومعترفا بأدانتي
فماذا عساه يفعل لي المحامي
ورأيت حبيبي يصرخ بأنه
قد ندم علي تلك الأفعال
وبأنه سيعوضني عن كل جروحي
أنهمرت حينها دموعي
ليس حبا فيه ولاخوفا عليه
بل لأنني رايت أنكساره
وكم تمنيت أن يعوضني
وهو حرا طليقا وليس
وهو موجودا هنا في هذا المكان
وسجينا في قفص الاتهام
فكم كنت قاسيا يامن كنت حبيبي
أعطيتك الحب
فرشت لك دربك بالورود
ولم أجني منك سوي الشوك
كنت أنت لي
الاخ
والاب
والحبيب
وكنت أنا لك كأي فتاة
قد مرت في حياتك
كنت امرض حينما تمرض أنت
كنت ابكي حينما تبكي أنت
كنت أنت رجل عمري
ولكنك خنتني
وأختلست مني أجمل ايام الذكريات
سرقت النوم من عيني
أختلست راحة بالي
كل هذا فعلته أنت بي
وهنا قطع حبل أفكاري
صوتا كان ينادي بأسمي
لكي أقف أمام القاضي
فوقفت أمام القاضي وأنا ابكي
وقال لي هل أنتي علي استعداد
أن تسامحي ذاك الشخص
هل تقبلين عذره لكي
فرفعت بصري الي القاضي
وقلت له :
لو أنا سامحته فهل سيسامحه ربي
وعلي ماذا عساني اسامحه
غدر
خيانه
استهزاء
بأجمل عاطفة شعرت أنا بها نحوه
فعلي ماذا اسامح؟
وسكت لبرهة وعاودت الكلام
فقلت ياقاضي أنا قلت كل ماعندي
وساترك لك الحكم ياقاضي
فرايت القاضي وهو يتشاور
وقال الان لكي حكمي
فقد حكمت المحكمه علي الجاني
بأن يبتعد عن حياتك
وينسي بانه قد عرفكي يوما
ولكي تعويضا أن أردتي
فهل يرضيكي حكمي
قلت ياقاضي
أنا اقبل بأن يخرج من حياتي
مع أنه قد خرج من يوم خيانتي
ولكنني لن اقبل بالتعويض
فالحب لايقبل العوض
والتعويض لن يشفي جرحي
فهو قد سبب لي شرخا
في جدار قلبي
ولو رممته سيظل الجرح ظاهرا
وسيبقي مكانه ولن تنمحي
علامته ستكون محفورة في قلبي
فياقاضي هذا كل ماعندي
فقال لقد حكمت بالاتي
أن يبتعد هو عنكي
وينسي بأنه في يوما قد عرفك
حكم القاضي وحكمه جرحني
ولكن كم كان حكم القاضي عادل
حكم القاضي
ومن هنا أنتهت أجمل ايام عمري
وسوف ينتهي من حياتي
أجمل حب شعر به قلبي
وهنا صرخ المنادي
رفعت الجلسه
ورفعت معها كل حياتي