عندي لكم اليوم اختراع أفضل من الحقيبة الناطقة التي تستطيع السير الى جوارك في المطار دون حاجة منك الى سحبها، (وتقول لك الشنطة: إلى أين تذهب يا غبي .. كاونتر الخطوط القطرية على يسارك.. وعند وضعها على الميزان وعندما يقول لك موظف الطيران ان عليك دفع قيمة الوزن الزائد فتمارس معه البكش كي يعفيك من دفع تلك الرسوم تصيح الشنطة: قصيت ظهري ..الله يقص رأسك.. لك شهرين تشتري باليمين والشمال والآن صرت غلبان؟)..
ما علينا، فشركة نانو تيكس في ولاية كاليفورنيا الأميركية بصدد تسويق ملابس ذكية، وتخيلي أيتها العجوز المتصابية، ان قميصا لابنتك ذات الست عشرة سنة، لقي هوى في نفسك ولكن وزن البنت 64 كيلوجراما، ووزنك 94 كيلومترا مربعا! لا عليك، توكلي على الله والبسي ذلك القميص واضغطي على الزر العلوي فيه فيتسع لاستيعاب شحومك ودهونك وكولسترولك، فقط احذري ان تسيري بمثل ذلك القميص بين الناس لأنه ناطق وقد يحرجك بقوله: أف..هذه الدبة ذبحتني!! كان يوم أسود لما طلعت من المصنع! وأي محاولة من جانبك لإسكات القميص لن تكون في صالحك، لان القميص يقوم ايضا بإحصاء نبضات القلب، ودرجة حرارة الجسم لتنبيه اللابس الى حالته/حالتها الصحية كما انه يقدم تقريرا عن السعرات الحرارية في كل وجبة: بس يا بغل..كنافة وأم علي وكريم كراميل في نفس الوجبة ستجعلك مثل يحيى الفخراني من حيث ثقل الوزن ودونه من حيث ''خفة'' الدم!
ولأن هذه الملابس الذكية رخيصة الثمن نسبيا (سعر التي شيرت نحو 180 دولارا أميركيا.. يا بلاش.. يعني لو بعت عشرة من قمصاني الحالية استطيع ان أشتري تي شيرت ذكي الى حد ما) المهم لأنه زهيد الثمن، فقد يقتنيها اللي يسوى واللي ما يسواش، ولكن يا ويل من يرتديه ثم يأكل الفول بالبصل او الفلافل بالمخلل، لأن القميص قد يصيح في صاحبه وهو يتجول في السوق ويحسب انه - أي القميص - سيقوم نيابة عنه بمعاكسة بنات الناس: حرام عليك..على في الغسالة بسرعة!! وإلا سألِم عليك الناس.. إيه القرف ده؟ ومن المؤكد ان العرب بوصفهم سادة الاستهلاك التفاخري سيكونون اكبر مستهلك لتلك الملابس خاصة، وانها ستكون مزودة بنظام اتصالات، والشاب العربي قد يحرم نفسه من وجبتين يوميا، ويؤجل دراسته فصلا كاملا لتوفير مصاريف المكالمات اللاسلكية.
ولكن الأمهات سيستفدن منها كثيرا لان النوع المخصص للأطفال الرضع سيكون قادرا على بث إنذار اذا اضطرب نبض الطفل او ابتلت ملابسه، وهناك نوع من تلك الملابس مزود بنظام استشعار بحيث يمكنك تحديد موقع من يرتديها، فاذا زودت زوجتك بقميص الكتروني ثم اتصلت بها وهي خارج البيت لتسألها اين هي فترد عليك: انا عند أمي! فبامكانك ان تصيح في وجهها: كذابة.. ورأسك ليس فيه شعرة سوداء واحدة؟ اخرجي من دكان العطور هذا وإلا ستعودين الى البيت لتجدي ضرة! ومن كل ما أوردته أعلاه تستنتج (إذا كنت عاقلا) ان ملابس كهذه لا تصلح الا للأغبياء!
*نقلا عن "الوطن" القطرية